يتغير المناخ على سطح الكرة الأرضية منذ خمسينيات القرن الماضي و حتى اليوم بشكل متسارع يحض على الخوف و الهلع – و لا أبالغ – جراء العبث البشرى فى البر و البحر و الجو الأمر الذي ينعكس بالضرورة على الصحة العامة لكل كائن حى على سطح المعمورة و لاسيما الانبعاثات الغازية و الحرارية و المغناطيسية و التسريبات النووية و التحارب المجرمة على الحيوانات و البشر و كذا صناعة الفيروسات و الجراثيم ، إلا أن هذا لا يعنى انك أيضا – انت ايها المواطن البسيط – برئ من هذا الجرم الجسيم فى حق كوكبنا ، فحينما لوثت الماء بالمخلفات و النفايات و القاذورات على اختلاف انواعها و حرقت النفايات و المخلفات و كنت مثالا سيئاً للسلوك المنافى للنظافة و الصحة العامة فإنك و لا شك شريك رأيسى فيما وصلنا اليه من تدمير واسع النطاق يؤثر ليس فقط على جيل بعينه إنما و للأسف أجيال متتابعه لا ذنب لهم في تدمير صحتهم الا انهم أبنائنا ، و لعلك عزيزى القارئ تقول و ما بال الدول الصناعية الكبرى؟.
و لك أقول إن المواطن فى تلك الدول يشترك مع الدولة فى محاولة الحفاظ على البيئة بالتماشى مع التطور الصناعى الهائل من خلال بعض السلوكيات البيئية البسيطة فى ظاهرها العظيمة فى جوهرها و مدى تأثيرها على المجتمع و البيئة و لعل لنا فى أزمة كورونا عظيم الدرس.
إن أزمة كورونا و فيروس كورونا و عدوى كورونا و الوقاية من كورونا و العلاج من كورونا ؛ صداع أصاب رأس الكرة الارضية و جعلها تدور حول نفسها أكثر من ذى قبل ، و كبقية الشعوب ترقبنا و راقبنا تطورات الأحداث عبر شاشات التلفزيون و مواقع التواصل الإجتماعي و انتظرنا ماذا يقول العالم و ماذا تقول منظمة الصحة العالمية و إذا بها تفاجئنا بقولها الصادم إغسل جيدا بالماء و الصابون ، لا تقرب فمك و عينيك و أنفك دون ان تكون كلتا يديك نظيفتين لا تأكل قبل ان تغسل يديك جيدا اغسل الخضروات و الفاكهة دائما ، احرص على نظافة بيتك بكل مشتملاته ، و كأننا كنا فى حاجة إلى منظمة الصحة العالمية لتعلمنا بديهيات و الف باء نظافة تعلمناها و نشأنا عليها فى البيت و أمرنا بها ديننا و كتبت على جلدة الكتاب فى حضاناتنا و مدارسنا الإبتدائية ، و كأن كورونا الذى لا يفرق بين الأجناس أو الأعراق جاء به الله ليعيد الناس إلى الاصطفاف مجددا كبشر لا فرق بينهم إلا فى إتباع سلوك قويم كان يوماً ما مخطوطًا على جلدة الكتاب.